-
تختلف علاقة السلطة بالسيطرة باختلاف نوع الفعل ومداه ، فالسيطرة تعنى إخضاع الطرف الضعيف إخضاعاً تاماً وتسخيره لصالح الطرف القوى باستخدام كل وسائل القوة الجبرية التي تُسّهل له ذلك ، لتنفيذ كل الأوامر والتوجيهات ، وتعطيل مقاومته لتحقيق الأهداف التي يقصدها الطرف القوى .
والسيطرة بهذا المعنى تعنى وجود طرفين، أحدهما غالب يملك القوة ويستخدمها ، والآخر مغلوب ينصاع لأوامر الغالب ويرضخ لإرادته بفعل فقده عنصر القوة أو تعطيلها من جانب الغالب أي أن العلاقة القائمة بين الطرفين هي علاقة استعباد غالب لمغلوب ، قد تبدو أحياناً غير دائمة كما أنها قد تتغير بتغير الظروف والأحوال ، فيصبح الغالب ضعيفاً ويكون المغلوب قوياً فينقلب على الغالب ويصبح مسيطراً عليه . فعنصر السيطرة الذي يستند دوماً على القوة قد يفقدها في لحظة ما ، وهو ما دفع " جان جاك روسو " إلى القول بأنه " ما من أحد أقوى إلى الحد الذي يمكن أن يكون فيه متأكداً من أنه سيبقى دوماً الأقوى" ( بوريكو : 1986 ،ص373 ) .والغاية في السيطرة خلافاً للغاية في السلطة، فغاية السيطرة مصلحة الآمر وحده وغاية السلطة مصالحة الاثنين معاً (نصار: 2001 ص 10 ) .
يفهم مما تقدم أن السيطرة تختلف عن التسلط ، ففي السيطرة ينتزع المسيطر إلى استخدام القوة بأقصى ما يمكن ضد مغلوبه ولا يشعر بالراحة أو الأمان خوفاً من فقدان سيطرته ، ويجد نفسه دائما متأهبا لمقاومة مغلوبه، ولديه نزعة تدميرية، وتعطش لإيقاع الأذى بالآخرين . فالفكرة الأساسية التي يقوم عليها مفهوم السيطرة هي النفي المطلق لقيام أي علاقة مع الآخر بدون عنف في وجوهه المتعددة مما يجعل المسيطر في حالة اندماج وتوحد مع القوة ، أما في التسلط فقد يجنح المتسلط أحياناً للتساهل بقصد رفع جزء من الأذى عنه , وعدم التضييق عليه باستمرار مع احتفاظه باستخدام القوة متى رأى ذلك ضرورياً , ويعوضان هذا الضعف بالقوة التي تمنحهما السمو بحسب اعتقادهما ( بيرداكو 1984: ص 198 )وفي كلا الحالتين فإنهما ضعيفان يجدان في ضعفهما لآلاً.
7 - غياب السلطة : Authority Absenteeism
لا يعنى غياب السلطة نفياً لعلاقة السلطة مع الآخر، ولكن يقصد بها التراضي والتهاون في ممارستها تجاه الطرف الآخر الذي يتحمل مسؤوليتها , ذلك لأن قيام السلطة يعنى تحديد وجه من وجوه المسؤولية الملازم دائماً لها ، فلا سلطة بدون مسؤولية والعكس . وغياب السلطة معناه الاستخدام النسبي لقوة التأثير التي توجه للفرد تجاه حريته المطلقة . ولذا فإن السلطة دائماً قيد على الحرية المطلقة للفرد ، وغيابها يعنى غياباً نسبياً لحرية الفرد ، ويترافق هذا الغياب بنسبة تأثير القيد الممنوح للحرية . ولهذا السبب قد ينعدم التوازن في الحياة الاجتماعية في حالة نفي السلطة ، لكنه يكون بدرجات أقل في حالة غيابها ، لأن السلطة تعني درجات مختلفة من حجم القوة التأثيرية التي تمنحها لأطراف العلاقة القائمة فيها.
وبالطبع فكما أنه لا توجد سلطة بدون جماعة ، ولا يمكن أن تظهر إلا ضمن الجماعة ، كذلك يستحيل للفرد الإنساني الحياة بدون سلطة ، فهي كامنة في أعماقه وشعوره , وهي أيضاً نتيجة لجهوده مع بني جنسه , فنفي السلطة يعنى نفياً للجماعة ، أما غيابها فهو ضعف فعاليتها مع الجماعة التي تشكل السلطة ثنائية أطراف العلاقة فيها.
وغياب السلطة يعنى سياسة عدم التدخل في شؤون الفرد وعدم تضييق القيود عليه ، ويطلق علماء النفس على ذلك " الانضباط غير الصارم " للإشارة إلى هذا النوع من السلطة ( الحافظ: 2002 ص 62 ).
وينتج عن غياب السلطة استقلالية الفرد عنها مما يخلق إشكالية جدلية مع نظام الطاعة ويهدد قيمتها في الأسرة والمجتمع ، لأن قيمة الطاعة تنهض على أخلاقية السلطة , بينما ينهض الاستقلال الذاتي للفرد على قيم الاحترام المتبادل والعدالة ، ويعتمد على أخلاقية الحرية مع الآخر ( الحيدري: 2002،ص 90)
ويشير في هذا المجال " محمود شمال " إلى أن غياب نموذج السلطة في الأسرة ، وعدم وجود بديل عنه يؤدي إلى تشكيل سلوك الابن بنماذج مختلفة في المحيط الاجتماعي ، فيمتثل لها استناداً إلى غياب النموذج ، لاسيما إذا كانت النماذج السلوكية منحرفة فينشأ سلوكه تبعاً لها ( حسن : 2001 ، ص150 ) .
فإشكالية التناقض التي تحدث بين نظام التبعية ونظام الاستقلال الذاتي للفرد في الأسرة والمجتمع , بسبب غياب السلطة يشكل محور التناقض في ذات الطفل فالطفل في سنوات عمره الأولى يخضع لأوامر السلطة الأبوية ويكون ماثلا لتوجيهات الأب وأوامره ، في حين يقل نظام الطاعة مع الآخرين كالأصدقاء والأتراب بسبب غياب نموذج السلطة معهم ، و تؤدي مخالفتها إلى انزعاج لم يكن في فطنة أحد. وباطراد سنوات نمو الطفل في مراحل لاحقه تُصبح طاعة الابن ذاتية للأب وأعضاء الأسرة وتكون صورة الطاعة ماثلة في ذهن الطفل ، لكن غير مكتملة مع الآخرين من أترابه ، ويكون الاحترام في ذات الطفل أُحاديا في علاقته بالأب أو من يمثل سلطة عليه ، فالاحترام والانصياع له يجمع في هذه الحالة بين عاطفتي الحب والخوف ( الحيدري : 2002 : ص 91-92 ) . أما مع أتراب الطفل فيكون الحال متناقضاً، ذلك لأن احترامه في هذه الحالة يتولد من تغلب العدالة على الطاعة، في حين تتولد الطاعة في الحالة الأولي من تغلب الطاعة على العدالة.
ويورد " بياجيه " مثالين يوضح من خلالهما كيفية حدوث الطاعة للأب ومع الأتراب . ففي الحالة الأولى تتم الطاعة بموجب سلطة الأب أو من ينوب عنه وهذه الطاعة في نظر الأبناء مقدسة تتطلب الاحترام والخضوع . أما في حالة الأتراب فإن الطاعة تتم بشكل تبادلي وبالاتفاق معهم ، وفي حالة عدم رضا الطرفين ، فإن الاحترام والطاعة المتبادلة يمكن أن تتم بوسائل أخرى يتم التوصل إليها بمحض إرادة الجميع , وعلى خلاف ما يحدث في الحالة الأولى مع الأب (بياجية : 1977 ص150) .
يستنج من ذلك أن الطاعة القسرية لا تؤدي إلى احترام نموذج السلطة بشكل دائم ، كما أن ضعفها لا يؤدي إلى احترامها أيضا , في حين أن الطاعة التي تعتمد على الاحترام المتبادل فإنها تؤدي إلى احترام السلطة ، وبهذه النتيجة يمكن التوصل إلى ما قاله بياجيه Piaget " أن غياب السلطة يؤدي إلى انهيار أسس الطاعة في الأسرة" ( بياجيه : 1977 ،ص 178 – 179 ).
وبهذه الكيفية فإن الطفل الذي يتربى على قيم الخضوع والطاعة من خلال مواقف التعلم التي يمر بها تجعله في حالة خوف دائم من أي سلطة ، وهو ما عبر عنه "رايخ Reich " عندما أشار إلى أن ولاء الطفل للسلطة وخضوعه لها باستمرار يجعل الآخرين من ذوى النفوذ والقوة يتحكمون فيه وفي تسلم وقيادة الجماهير. ( رايخ : 1974 ، ص72 ) . وإذا كان نفي السلطة يشكل خطراً أو تهديداً لحياة الإنسان وأمنه ، فإن غيابها أيضاً لا يقل خطراً عن نفيها لأنه ليس في صالح أطراف الأسرة , وأن ممارسة فعل السلطة أفضل من غيابها لأنها تخلق توازناً إيجابياً في علاقة الأفراد بالسلطة . فرغم كراهية الفرد للسلطة باعتبارها قيد على الحرية ، إلا أن وجودها يحقق أهدافاً وغايات متعددة تجعل الفرد يطالب بها ويتمنى حضورها , لأنها تشبع فيه جانباً نفسياً يحقق له الأمن والسلام في علاقته بالآخر . ولهذا فإن غياب السلطة وحضورها يشكلان بعدين أساسيين ومتلازمين بوجهين مختلفين في شيء واحد يجمع كل وجه فيهما صفة الكراهية والحب في آن واحد .
إن احترام السلطة وحمايتها يدعمّ وجودها ، ويخلق حالة من التلائم والتوافق بين ذات الفرد والآخرين . أما غيابها فهو يعكس حالة من النفور والاضطراب بين ذات الفرد والآخرين
تختلف علاقة السلطة بالسيطرة باختلاف نوع الفعل ومداه ، فالسيطرة تعنى إخضاع الطرف الضعيف إخضاعاً تاماً وتسخيره لصالح الطرف القوى باستخدام كل وسائل القوة الجبرية التي تُسّهل له ذلك ، لتنفيذ كل الأوامر والتوجيهات ، وتعطيل مقاومته لتحقيق الأهداف التي يقصدها الطرف القوى .
والسيطرة بهذا المعنى تعنى وجود طرفين، أحدهما غالب يملك القوة ويستخدمها ، والآخر مغلوب ينصاع لأوامر الغالب ويرضخ لإرادته بفعل فقده عنصر القوة أو تعطيلها من جانب الغالب أي أن العلاقة القائمة بين الطرفين هي علاقة استعباد غالب لمغلوب ، قد تبدو أحياناً غير دائمة كما أنها قد تتغير بتغير الظروف والأحوال ، فيصبح الغالب ضعيفاً ويكون المغلوب قوياً فينقلب على الغالب ويصبح مسيطراً عليه . فعنصر السيطرة الذي يستند دوماً على القوة قد يفقدها في لحظة ما ، وهو ما دفع " جان جاك روسو " إلى القول بأنه " ما من أحد أقوى إلى الحد الذي يمكن أن يكون فيه متأكداً من أنه سيبقى دوماً الأقوى" ( بوريكو : 1986 ،ص373 ) .والغاية في السيطرة خلافاً للغاية في السلطة، فغاية السيطرة مصلحة الآمر وحده وغاية السلطة مصالحة الاثنين معاً (نصار: 2001 ص 10 ) .
يفهم مما تقدم أن السيطرة تختلف عن التسلط ، ففي السيطرة ينتزع المسيطر إلى استخدام القوة بأقصى ما يمكن ضد مغلوبه ولا يشعر بالراحة أو الأمان خوفاً من فقدان سيطرته ، ويجد نفسه دائما متأهبا لمقاومة مغلوبه، ولديه نزعة تدميرية، وتعطش لإيقاع الأذى بالآخرين . فالفكرة الأساسية التي يقوم عليها مفهوم السيطرة هي النفي المطلق لقيام أي علاقة مع الآخر بدون عنف في وجوهه المتعددة مما يجعل المسيطر في حالة اندماج وتوحد مع القوة ، أما في التسلط فقد يجنح المتسلط أحياناً للتساهل بقصد رفع جزء من الأذى عنه , وعدم التضييق عليه باستمرار مع احتفاظه باستخدام القوة متى رأى ذلك ضرورياً , ويعوضان هذا الضعف بالقوة التي تمنحهما السمو بحسب اعتقادهما ( بيرداكو 1984: ص 198 )وفي كلا الحالتين فإنهما ضعيفان يجدان في ضعفهما لآلاً.
7 - غياب السلطة : Authority Absenteeism
لا يعنى غياب السلطة نفياً لعلاقة السلطة مع الآخر، ولكن يقصد بها التراضي والتهاون في ممارستها تجاه الطرف الآخر الذي يتحمل مسؤوليتها , ذلك لأن قيام السلطة يعنى تحديد وجه من وجوه المسؤولية الملازم دائماً لها ، فلا سلطة بدون مسؤولية والعكس . وغياب السلطة معناه الاستخدام النسبي لقوة التأثير التي توجه للفرد تجاه حريته المطلقة . ولذا فإن السلطة دائماً قيد على الحرية المطلقة للفرد ، وغيابها يعنى غياباً نسبياً لحرية الفرد ، ويترافق هذا الغياب بنسبة تأثير القيد الممنوح للحرية . ولهذا السبب قد ينعدم التوازن في الحياة الاجتماعية في حالة نفي السلطة ، لكنه يكون بدرجات أقل في حالة غيابها ، لأن السلطة تعني درجات مختلفة من حجم القوة التأثيرية التي تمنحها لأطراف العلاقة القائمة فيها.
وبالطبع فكما أنه لا توجد سلطة بدون جماعة ، ولا يمكن أن تظهر إلا ضمن الجماعة ، كذلك يستحيل للفرد الإنساني الحياة بدون سلطة ، فهي كامنة في أعماقه وشعوره , وهي أيضاً نتيجة لجهوده مع بني جنسه , فنفي السلطة يعنى نفياً للجماعة ، أما غيابها فهو ضعف فعاليتها مع الجماعة التي تشكل السلطة ثنائية أطراف العلاقة فيها.
وغياب السلطة يعنى سياسة عدم التدخل في شؤون الفرد وعدم تضييق القيود عليه ، ويطلق علماء النفس على ذلك " الانضباط غير الصارم " للإشارة إلى هذا النوع من السلطة ( الحافظ: 2002 ص 62 ).
وينتج عن غياب السلطة استقلالية الفرد عنها مما يخلق إشكالية جدلية مع نظام الطاعة ويهدد قيمتها في الأسرة والمجتمع ، لأن قيمة الطاعة تنهض على أخلاقية السلطة , بينما ينهض الاستقلال الذاتي للفرد على قيم الاحترام المتبادل والعدالة ، ويعتمد على أخلاقية الحرية مع الآخر ( الحيدري: 2002،ص 90)
ويشير في هذا المجال " محمود شمال " إلى أن غياب نموذج السلطة في الأسرة ، وعدم وجود بديل عنه يؤدي إلى تشكيل سلوك الابن بنماذج مختلفة في المحيط الاجتماعي ، فيمتثل لها استناداً إلى غياب النموذج ، لاسيما إذا كانت النماذج السلوكية منحرفة فينشأ سلوكه تبعاً لها ( حسن : 2001 ، ص150 ) .
فإشكالية التناقض التي تحدث بين نظام التبعية ونظام الاستقلال الذاتي للفرد في الأسرة والمجتمع , بسبب غياب السلطة يشكل محور التناقض في ذات الطفل فالطفل في سنوات عمره الأولى يخضع لأوامر السلطة الأبوية ويكون ماثلا لتوجيهات الأب وأوامره ، في حين يقل نظام الطاعة مع الآخرين كالأصدقاء والأتراب بسبب غياب نموذج السلطة معهم ، و تؤدي مخالفتها إلى انزعاج لم يكن في فطنة أحد. وباطراد سنوات نمو الطفل في مراحل لاحقه تُصبح طاعة الابن ذاتية للأب وأعضاء الأسرة وتكون صورة الطاعة ماثلة في ذهن الطفل ، لكن غير مكتملة مع الآخرين من أترابه ، ويكون الاحترام في ذات الطفل أُحاديا في علاقته بالأب أو من يمثل سلطة عليه ، فالاحترام والانصياع له يجمع في هذه الحالة بين عاطفتي الحب والخوف ( الحيدري : 2002 : ص 91-92 ) . أما مع أتراب الطفل فيكون الحال متناقضاً، ذلك لأن احترامه في هذه الحالة يتولد من تغلب العدالة على الطاعة، في حين تتولد الطاعة في الحالة الأولي من تغلب الطاعة على العدالة.
ويورد " بياجيه " مثالين يوضح من خلالهما كيفية حدوث الطاعة للأب ومع الأتراب . ففي الحالة الأولى تتم الطاعة بموجب سلطة الأب أو من ينوب عنه وهذه الطاعة في نظر الأبناء مقدسة تتطلب الاحترام والخضوع . أما في حالة الأتراب فإن الطاعة تتم بشكل تبادلي وبالاتفاق معهم ، وفي حالة عدم رضا الطرفين ، فإن الاحترام والطاعة المتبادلة يمكن أن تتم بوسائل أخرى يتم التوصل إليها بمحض إرادة الجميع , وعلى خلاف ما يحدث في الحالة الأولى مع الأب (بياجية : 1977 ص150) .
يستنج من ذلك أن الطاعة القسرية لا تؤدي إلى احترام نموذج السلطة بشكل دائم ، كما أن ضعفها لا يؤدي إلى احترامها أيضا , في حين أن الطاعة التي تعتمد على الاحترام المتبادل فإنها تؤدي إلى احترام السلطة ، وبهذه النتيجة يمكن التوصل إلى ما قاله بياجيه Piaget " أن غياب السلطة يؤدي إلى انهيار أسس الطاعة في الأسرة" ( بياجيه : 1977 ،ص 178 – 179 ).
وبهذه الكيفية فإن الطفل الذي يتربى على قيم الخضوع والطاعة من خلال مواقف التعلم التي يمر بها تجعله في حالة خوف دائم من أي سلطة ، وهو ما عبر عنه "رايخ Reich " عندما أشار إلى أن ولاء الطفل للسلطة وخضوعه لها باستمرار يجعل الآخرين من ذوى النفوذ والقوة يتحكمون فيه وفي تسلم وقيادة الجماهير. ( رايخ : 1974 ، ص72 ) . وإذا كان نفي السلطة يشكل خطراً أو تهديداً لحياة الإنسان وأمنه ، فإن غيابها أيضاً لا يقل خطراً عن نفيها لأنه ليس في صالح أطراف الأسرة , وأن ممارسة فعل السلطة أفضل من غيابها لأنها تخلق توازناً إيجابياً في علاقة الأفراد بالسلطة . فرغم كراهية الفرد للسلطة باعتبارها قيد على الحرية ، إلا أن وجودها يحقق أهدافاً وغايات متعددة تجعل الفرد يطالب بها ويتمنى حضورها , لأنها تشبع فيه جانباً نفسياً يحقق له الأمن والسلام في علاقته بالآخر . ولهذا فإن غياب السلطة وحضورها يشكلان بعدين أساسيين ومتلازمين بوجهين مختلفين في شيء واحد يجمع كل وجه فيهما صفة الكراهية والحب في آن واحد .
إن احترام السلطة وحمايتها يدعمّ وجودها ، ويخلق حالة من التلائم والتوافق بين ذات الفرد والآخرين . أما غيابها فهو يعكس حالة من النفور والاضطراب بين ذات الفرد والآخرين