للأسرة دور في نشأة شخصية الفرد وتلقينه وتهذيب أخلاقه, فهذا الأمر لا يحتاج إلى أي توضيح ,فالأسرة بالنسبة للطفل مجتمعه الأول الذي يبدأ فيه بتلقين الأمور الأولى للحياة ويقضي فيه أهم مرحلة في عمره وهي الطفولة إذ يكتسب كل شيء منها,الأحاسيس والمشاعر والأخلاق على اختلافها .
ولهذا فللأسرة أهمية في علم الإجرام لأن لها دور في تكوين الشخصية, إذ لها أيضا دور مهم في تكوين مجرم وهذا تؤكده مجموعة من الأبحاث و الدراسات إذ أن أي خطأ تقوم به الأسرة خلال فترة تربيتها أو إنشاءها للطفل بالطريقة الغير الصحيحة , تؤدي في غالب الأحيان إلى إنشاء شخصية غير سوية في المستقبل مما يؤدي إلى الأجرام و الانحراف.
فللأسرة دور في"تكوين الشخصية الإجرامية للطفل سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ".
1-التأثير المباشر للأسرة على ظاهرة الإجرام:
الطفل في طبيعته يميل إلى تقليد أقرب شخص له وعادة ما يكون أحد من أسرته .
لذا يمكن للأسرة أن تقوم بتأثير مباشر على الطفل وخصوصا إ ذا كان أحد والديه أو كلاهما مجرما أو منحرفا , وهذا ليس تأكيدا على أن الإجرام يكون عن طريق الوراثة أي أن الأب المجرم أبناءه هم أيضا مجرمين وإنما السلوك الإجرامي هو سلوك مكتسب عن طريق المعاشرة, إذ يكتسب ذالك عن طريق العنف في أسرته و القسوة بين أفرادها .
وأيضا عن طريق نفسية الطفل وعدم استقرارها, أي إذ كانت هناك مشاكل بين والديه , الشجار الدائم أو الاعتداء و ضرب احدهما للأخر أو سوء معاملة احدهما للطفل وبالتالي يعطي الطفل الشعور بالقسوة وهكذا يكتسب ذالك بطريقة مباشرة أي انه يرى ما يفعله احد أسرته إذ كان مجرما وهذا السلوك ينشأ معه مند الطفولة .
ليس من الصعب تفسير التأثير الذي تقوم به الأسرة على شخصية الطفل.
مما يتميز بتفاوت بين أسرة وأخرى فمن جهة تختلف حسب نمط وقواعد حياته ومن جهة أخرى حسب "القيم و المصالح الاجتماعية التي يحميها قانون العقوبات".1"
وينتج عن هدا التباين نوع من الصراع الذي يؤثر في تكيف الطفل مع المجتمع ويتضح ذالك في موقفين إما أن يعمل عكس القانون أو يعمل بصدده و يلتزم به وبقواعده.
وهنا تكون غلبة السلوك والقاعدة التي اكتسبها الطفل في الوسط الذي عاش فيه , ليختار القاعدة التي يخضع لها .
ومع ذالك فإن عدد المجرمين الذين تأثروا بطريقة مباشرة قليل بالمقارنة مع الذين تأثروا بشكل غير مباشر .
2- التأثير غير المباشر للأسرة على ظاهرة الإجرام:
وعلى الأغلب الأمر يكون التأثير الإجرامي بشكل غير مباشر مما سبق أن رأينا ه هو أن الطفل تتكون ملامح شخصيته الأولى في منزل الأسرة ,وأول عنصر يكتسبه هو الضمير الأخلاقي أو الأنا و الذي يتوفر على "المبادئ السامية و القيم الدينية والأخلاقية و الاجتماعية "2 وأهم عنصر في شخصية الطفل هو الجانب العاطفي , و مما لا شك فيه أن دور الأبوين مهم في هذا الجانب .
والتقصير فيه يمكن أن يؤثر في تكوين شخصية الطفل الإجرامية , وكلما كان الأبوين يعيشان حياة سوية من الجانب الأخلاقي , لكن أيضا يجب أن يلقناه القواعد التهذيب ليسهل تأقلمه في المجتمع بشكل ايجابي .
وتتعدد الأمور التي تساهم في فشل الأسرة في مساعدة الطفل في حياته, حياة اجتماعية سليمة ,من بين هذه الأمور غياب أحد الوالدين لأي سبب من الأسباب وكما تشير عدد من الدراسات على أن أغلب المجرمين والمنحرفين كان أحد من أبويه غائبا عنه, ويتخذ التأثير الغير المباشر على السلوك الإجرامي شكلا أخر يتمثل في التدليل والحنان الزائد , أو العكس الإسراف في القوة و القسوة , و جعل الطفل يحس بالحرمان في بعض المطالب الضرورية , ويرجع هذا إلى جهل وعدم معرفة أحد الوالدين أو كلاهما بطريقة التربية السليمة.
وكذا فإن كثرة عدد الأطفال تؤدي إلى نقص في إعطاء الحنان الكافي إذ يؤثر بشكل سلبي على المردود المادي .
3- مسكن الأسرة و الجوار:
المسكن الذي تقطن به الأسرة يؤثر في شخصية الطفل ويحدد مدى تأقلم الطفل في المجتمع .
فالمكان الضيق بالنسبة للأطفال غير صحي ، وأيضا لا يتيح لهم إمكانية إنجاز واجباتهم المدرسية ، مما يؤدي إلى لجوء الطفل للشارع أو الأصدقاء على اختلاف أنواعهم ،وأيضا قد تكون الأسرة تقتسم غرفة واحدة بينها رغم تعدد أفرادها.
ويلاحظ من خلال دراسة الإجرام بالريف و المدن إلى أن كثرة عدد السكان وتكسهم في المدن يؤثر في نسبة الإجرام،وليس المشكل في المدن ذاتها ، إذ أشارت العديد من الدراسات في فرنسا إلى أن أغلب الأحداث الإجرام تأتي من عمارات السكن الجماعي ورغم كل ذالك لا يجب التعميم في هذا الخصوص.
إذ ليس وجود هذه المساكن الجماعية هو الذي يؤدي إلى تكوين مجرم، بل الطريقة التي يحيا بها الأطفال الذين يسكنون هذه المساكن ،و الجوار أي المحيط الذي يعيش فيه ،والناس الذين يخالطهم لهم أيضا دور في تكوين هذه الشخصية .
إذ يرتبط الإجرام أساسا بالأحياء ذات الأحوال المعيشية المتدهورة، فهذه الأحياء تتميز بخصائص من بينهاًّ "تأثير عصبة الأصدقاء الذي ينمي في الأحداث اتجاها نحو المعارضة و التمرد والثورة على النظام الاجتماعي القائم "1.
إذ أن بعض الأطفال الذين يخرجون من هذه الأوساط تكون لديهم صعوبة في التأقلم في أوساط أخرى حيث يرى البعض أن العصابات تتكون في هذه الأحياء .
إذن إ د لم تعمل الأسرة وبشكل سريع في تغيير هدا السلوك ستكون في مواجهة حاسمة مع مجرم .
من خلال كل ما تطرقنا له نرى أن للأسرة دور جد مهم في تكوين شخصية الفرد للمستقبل , وهو ما يؤدي في غالب الأمر إلى تعميم أن للأسرة تأثير مهم على هذه الشخصية .
لدى لا يجب أن نقول دائما أن تفكك الأسرة يؤدي إلى الانحراف و الإجرام لا محال أو انه دائما وحده يؤدي إلى قيام الفرد بهذه السلوكيات إن التفكك سبب من بين العديد من الأسباب و العوامل التي تؤدي إلى الإجرام .
ففي بعض الحالات الأسرة المتوازنة السوية قد تفرز مجرمين والعكس صحيح أي الأسرة الغير متماسكة التي تعرف دائما صراعا بين أفرادها قد تفرز أناس أسوياء من خلال هذا يتبين لنا أن الإجرام لا يرتبط بعامل محدد بل هو مجموعة من العوامل و الأسباب التي تكمل بعضها.
الطوبي نادية
ولهذا فللأسرة أهمية في علم الإجرام لأن لها دور في تكوين الشخصية, إذ لها أيضا دور مهم في تكوين مجرم وهذا تؤكده مجموعة من الأبحاث و الدراسات إذ أن أي خطأ تقوم به الأسرة خلال فترة تربيتها أو إنشاءها للطفل بالطريقة الغير الصحيحة , تؤدي في غالب الأحيان إلى إنشاء شخصية غير سوية في المستقبل مما يؤدي إلى الأجرام و الانحراف.
فللأسرة دور في"تكوين الشخصية الإجرامية للطفل سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ".
1-التأثير المباشر للأسرة على ظاهرة الإجرام:
الطفل في طبيعته يميل إلى تقليد أقرب شخص له وعادة ما يكون أحد من أسرته .
لذا يمكن للأسرة أن تقوم بتأثير مباشر على الطفل وخصوصا إ ذا كان أحد والديه أو كلاهما مجرما أو منحرفا , وهذا ليس تأكيدا على أن الإجرام يكون عن طريق الوراثة أي أن الأب المجرم أبناءه هم أيضا مجرمين وإنما السلوك الإجرامي هو سلوك مكتسب عن طريق المعاشرة, إذ يكتسب ذالك عن طريق العنف في أسرته و القسوة بين أفرادها .
وأيضا عن طريق نفسية الطفل وعدم استقرارها, أي إذ كانت هناك مشاكل بين والديه , الشجار الدائم أو الاعتداء و ضرب احدهما للأخر أو سوء معاملة احدهما للطفل وبالتالي يعطي الطفل الشعور بالقسوة وهكذا يكتسب ذالك بطريقة مباشرة أي انه يرى ما يفعله احد أسرته إذ كان مجرما وهذا السلوك ينشأ معه مند الطفولة .
ليس من الصعب تفسير التأثير الذي تقوم به الأسرة على شخصية الطفل.
مما يتميز بتفاوت بين أسرة وأخرى فمن جهة تختلف حسب نمط وقواعد حياته ومن جهة أخرى حسب "القيم و المصالح الاجتماعية التي يحميها قانون العقوبات".1"
وينتج عن هدا التباين نوع من الصراع الذي يؤثر في تكيف الطفل مع المجتمع ويتضح ذالك في موقفين إما أن يعمل عكس القانون أو يعمل بصدده و يلتزم به وبقواعده.
وهنا تكون غلبة السلوك والقاعدة التي اكتسبها الطفل في الوسط الذي عاش فيه , ليختار القاعدة التي يخضع لها .
ومع ذالك فإن عدد المجرمين الذين تأثروا بطريقة مباشرة قليل بالمقارنة مع الذين تأثروا بشكل غير مباشر .
2- التأثير غير المباشر للأسرة على ظاهرة الإجرام:
وعلى الأغلب الأمر يكون التأثير الإجرامي بشكل غير مباشر مما سبق أن رأينا ه هو أن الطفل تتكون ملامح شخصيته الأولى في منزل الأسرة ,وأول عنصر يكتسبه هو الضمير الأخلاقي أو الأنا و الذي يتوفر على "المبادئ السامية و القيم الدينية والأخلاقية و الاجتماعية "2 وأهم عنصر في شخصية الطفل هو الجانب العاطفي , و مما لا شك فيه أن دور الأبوين مهم في هذا الجانب .
والتقصير فيه يمكن أن يؤثر في تكوين شخصية الطفل الإجرامية , وكلما كان الأبوين يعيشان حياة سوية من الجانب الأخلاقي , لكن أيضا يجب أن يلقناه القواعد التهذيب ليسهل تأقلمه في المجتمع بشكل ايجابي .
وتتعدد الأمور التي تساهم في فشل الأسرة في مساعدة الطفل في حياته, حياة اجتماعية سليمة ,من بين هذه الأمور غياب أحد الوالدين لأي سبب من الأسباب وكما تشير عدد من الدراسات على أن أغلب المجرمين والمنحرفين كان أحد من أبويه غائبا عنه, ويتخذ التأثير الغير المباشر على السلوك الإجرامي شكلا أخر يتمثل في التدليل والحنان الزائد , أو العكس الإسراف في القوة و القسوة , و جعل الطفل يحس بالحرمان في بعض المطالب الضرورية , ويرجع هذا إلى جهل وعدم معرفة أحد الوالدين أو كلاهما بطريقة التربية السليمة.
وكذا فإن كثرة عدد الأطفال تؤدي إلى نقص في إعطاء الحنان الكافي إذ يؤثر بشكل سلبي على المردود المادي .
3- مسكن الأسرة و الجوار:
المسكن الذي تقطن به الأسرة يؤثر في شخصية الطفل ويحدد مدى تأقلم الطفل في المجتمع .
فالمكان الضيق بالنسبة للأطفال غير صحي ، وأيضا لا يتيح لهم إمكانية إنجاز واجباتهم المدرسية ، مما يؤدي إلى لجوء الطفل للشارع أو الأصدقاء على اختلاف أنواعهم ،وأيضا قد تكون الأسرة تقتسم غرفة واحدة بينها رغم تعدد أفرادها.
ويلاحظ من خلال دراسة الإجرام بالريف و المدن إلى أن كثرة عدد السكان وتكسهم في المدن يؤثر في نسبة الإجرام،وليس المشكل في المدن ذاتها ، إذ أشارت العديد من الدراسات في فرنسا إلى أن أغلب الأحداث الإجرام تأتي من عمارات السكن الجماعي ورغم كل ذالك لا يجب التعميم في هذا الخصوص.
إذ ليس وجود هذه المساكن الجماعية هو الذي يؤدي إلى تكوين مجرم، بل الطريقة التي يحيا بها الأطفال الذين يسكنون هذه المساكن ،و الجوار أي المحيط الذي يعيش فيه ،والناس الذين يخالطهم لهم أيضا دور في تكوين هذه الشخصية .
إذ يرتبط الإجرام أساسا بالأحياء ذات الأحوال المعيشية المتدهورة، فهذه الأحياء تتميز بخصائص من بينهاًّ "تأثير عصبة الأصدقاء الذي ينمي في الأحداث اتجاها نحو المعارضة و التمرد والثورة على النظام الاجتماعي القائم "1.
إذ أن بعض الأطفال الذين يخرجون من هذه الأوساط تكون لديهم صعوبة في التأقلم في أوساط أخرى حيث يرى البعض أن العصابات تتكون في هذه الأحياء .
إذن إ د لم تعمل الأسرة وبشكل سريع في تغيير هدا السلوك ستكون في مواجهة حاسمة مع مجرم .
من خلال كل ما تطرقنا له نرى أن للأسرة دور جد مهم في تكوين شخصية الفرد للمستقبل , وهو ما يؤدي في غالب الأمر إلى تعميم أن للأسرة تأثير مهم على هذه الشخصية .
لدى لا يجب أن نقول دائما أن تفكك الأسرة يؤدي إلى الانحراف و الإجرام لا محال أو انه دائما وحده يؤدي إلى قيام الفرد بهذه السلوكيات إن التفكك سبب من بين العديد من الأسباب و العوامل التي تؤدي إلى الإجرام .
ففي بعض الحالات الأسرة المتوازنة السوية قد تفرز مجرمين والعكس صحيح أي الأسرة الغير متماسكة التي تعرف دائما صراعا بين أفرادها قد تفرز أناس أسوياء من خلال هذا يتبين لنا أن الإجرام لا يرتبط بعامل محدد بل هو مجموعة من العوامل و الأسباب التي تكمل بعضها.
الطوبي نادية