هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مراسلة الادارة
من هنا

اذهب الى الأسفل
محمد انوار
محمد انوار

ذكر السمك النمر
مشآرڪآتي : 851
عُمرِـ?• : 50
نِقاط?• : 7509
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
http://www.google.com

العنف بين الزوجين من منظور سوسيولوجي Empty العنف بين الزوجين من منظور سوسيولوجي

الجمعة 28 مايو - 1:08
الباحث السوسيولوجي المغربي عياد أبلال

لماذا تعنف بعض النساء أزواجهن هل للأمر علاقة بشخصية الزوج أم أنه يرتبط بأسباب خارجية عن طرفي العلاقة الزوجية؟
يعتبر العنف الأسري من القضايا الهامة التي أصبحت تحظى باهتمام الباحثين والفاعلين المدنيين المتخصصين في قضايا الأسرة، وإذا كان العنف بين الزوجين ذكوري الطابع كما يعرف الجميع ،فإننا مند مدة ، ونتيجة تزايد حالات الشكايات سواء المسجلة لدى بعض مراكز الاستماع المتخصصة في قضايا العنف ، وخاصة العنف ضد النساء، أو لدى بعض مخافر الشرطة، ونتيجة تعاطي الإعلام المكتوب مع النازلة يمكننا من خلال المعاينة السوسيولوجية واعتماداً على بعض الحالات المسجلة، الحديث عن ظاهرة العنف النسائي تجاه الأزواج، لكن كيفما كان الحال لا يجب التعاطي مع الظاهرة من منطلق التحيز الذكوري والهيمنة الذكورية، ذلك أن الحالات وإن كانت في تزايد فإنها تبقى محتشمة، على مستوى الإحصائي وذلك لعدة اعتبارات بالرغم من وجود حالات كثيرة ، تبقى في طي الكتمان نظرا لطبيعة النسق الثقافي المغربي، الذكوري النزعة، وبالعودة إلى سؤالكم، أقول أن عنف أو تعنيف الزوجات لأزواجهن، هو ظاهرة جديدة مقارنة مع العنف الرجالي، وهي ظاهرة مرتبطة بطبيعة العلاقة الزوجية من جهة، وطبيعة شخصية الزوج من جهة أخرى، فالزوجان بمجرد الدخول في العلاقة الثنائية سواء كانت جنسية أو عادية ،سواء قبل الزواج أو بعده يدخلان في تعاقد رمزي غير مكتوب،لأن عقد النكاح يبقى في المقام الأول والأخير مجرد عقد يضفي طابع الشرعية على الجنس، لكن العلاقة الحقيقية تبني وفق تعاقد شفهي غير مكتوب، بل وغير متناقش بحوله، يشكل المسكوت عنه و اللا مقول الجزء الكبير في هذه العلاقة، لذلك ما بني في البداية على الحجر والإقصاء يستمر كذلك، ليتطور في الظروف الحرجة إلى عنف جسدي مادي، وهنا تدخل طبيعة علاقة كل من الزوج والزوجة وشخصيتهما كمحدد أساسي،في الغالب نجد أن شخصية الزوج الضعيفة في مقابل شخصية الزوجة القوية، سلطة الزوجة سواء المادية أو المعنوية في مقابل خضوع وتبعية الزوج، انفصال الزوج عن ارتباطاته العائلية مع عائلته(الأب، الأم، الأخوة....) في مقابل توطد العلاقة العائلية للزوجة، تقوقع الزوج واكتفاؤه بعلاقة محدودة تجاه المحيط الاجتماعي في مقابل انفتاح وتواصلية الزوجة، بشكل عام حينما تبنى العلاقة الزوجية على اللا تكافؤ في هذه المستويات يصبح العنف أحد أهم مرجعيات التواصل بين الزوجين، بالإضافة إلى كون الزوجة وفق هده المحددات ترى في الزوج شريكا غير مشرف ولا يلبي حاجاتها المادية والمعنوية، لذلك فهي تنتقم منه من خلال تعنيفه، والزوج الضعيف الشخصية يصبح موضوعا للعنف، بدون أن يحرك ساكنا، ناهيك عن الحالات الباطولوجية التي تتلذذ بتعنيف الزوجة لها، كما يمكن الإشارة في هذا السياق إلى وجود حالات لضعف الشخصية نتيجة تعرضها لأعمال سحر وشعوذة، فالمسحور، خاصة من خلال أكل بعض المواد السامة التي تدخل ضمن وجبات السحر الأسود، يكون موضوعاً سهلاً للعنف النسائي الثنائي، وأقصد لعنف الزوجة، ذلك أن تأثير هذه المواد يجعل القوة الفكرية النقدية للزوج، والرغبة في الاحتجاج تضعف تدريجياً لأن الجسد في هذه الحالة يصبح جسداً معاقاً على المستوى أدائه الوظيفي، بمعنى آخر سلطة الرفض والاحتجاج على الزوجة تتحول إلى خضوع واستسلام ، وهنا يصبح الزوج مورداً اقتصادياً ربما، أو واجهة فقط تضفي شرعية الارتباط الزواجي، حيث هناك حالات تتعاطى للجنس الخارج أسري، كتعويض عن عدم قدرة الزوج على تلبية تلك الحاجات الجنسية، أو رمزا وسيلياً بتعبير الأنثربولوجيا الرمزية يجعل الزوجة تعيش حالة الزوجية والأسرية للتباهي، إذا كان الزوج من أصحاب المناصب والوضعيات الاجتماعية المهمة، وفي هذه الحالة يكون ضعف شخصية الزوج في مقابل قوة شخصية الزوجة، أحد أهم مرجعيات هذا العنف، بالإضافة إلى اطلاع الزوجة على أسرار الزوج التي تجعله سجيناً لهذه الوضعية لدى زوجته، في أحيان كثيرة لاستحواذها على جل ممتلكاته...,,, وفي حالت كثيرة نجد تعاطي بعض الزوجات مع خدمات السحر الأسود الموازية
2 لماذا لا يفصح الرجال المعنفون عن العنف الذي يمارسنه عليهم زوجاتهن؟
بطبيعة الحال، وكما سبق وأشرت إلى ذلك، تمنع طبيعة النسق الثقافي المغربي، والعربي بشكل عام، ظهور الرجل في المشهد العام بمظهر التبعية والخضوع للزوجة، ناهيك بمظهر الممارس عليه العنف أو كما يسمى في المشهد العامي المغربي برجل مراتو، فالمرأة وفق النسق الثقافي المغربي، ويمكن الرجوع بهذا الصدد إلى الثقافة الشعبية، هي موضوع للرغبة وحجر وسلطة الزوج، والأب، إنها مجرد موضوع للسلطة البترياركية، لا حق لها في الحوار والسلطة وفي المشهد العام ، إنها موضوع محجور عليه، مكانه الأفضل والطبيعي في تصور البترياركية هو بيت الزوجية أو بيت الأب،إذن هذه الثقافة تجعل من إفصاح الرجل المعنف في بيته، مسألة مستحيلة إلى حد ما، غير قادر على البوح والتعبير عن معاناته الأسرية مع الزوجة، لأنه سوف يصبح بالنهاية والنتيجة موضوعا للسخرية ، وسخرية المجتمع بالنسبة لهذا الزوج أو ذاك أفضع من عنف الزوجة طالما أن هذا العنف يتم في السر وفي بيت الزوجية بشكل عام، لأن حالات تعنيف الزوجة للزوج في المشهد العام تكاد تكون نادرة، لأن المجتمع لا يقبل بهذا التصرف، ومن تم فالمرأة تتحاشى ممارسة العنف الزوجي في الشارع العام، كما أن من طبيعة المرأة أن تتظاهر بالليونة والأنوثة ، وبالتكيف النموذجي مع البراديكم الاجتماعي المتعارف عليه، لأنها لا تريد أن تنعت بالفاسدة والباغية، لأن البراديغم الاجتماعي يجعل بالضرورة الحتمية أن كل زوجة تعنف زوجها فهي باغية وفاسدة، وهذا ما تتفاداه الزوجات المعنفات لأزواجهن

3 هل للجمعيات المناهضة للعنف ضد النساء دور في تحريض بعض النساء على تعنيف أزواجهن؟
لا أظن، لأن هذا العنف هو نتيجة تعاقد غير متكافئ بين الزوجين، عنف الزوجات ضد أزواجهن وجد في المغرب على ما اعتقد قبل وجود جمعيات المجتمع المدني النسائية، فهذه الجمعيات في الوقت الذي تناهض العنف ضد النساء فهي بشكل مباشر وغير مباشر تناهض كل أشكال العنف، كما أن النساء اللواتي يلجأن لهذه الجمعيات ومراكز الاستماع يعتبرن موضوعا للعنف الذكوري، فهم الضحية، في حين أن النساء اللواتي يعنفن أزواجهن لا يقصدون هذه الجمعيات في حدود علمي، وأنا هنا لا أتحدث عن حالات تبادل الضرب والجرح أحياناً، لأن الزوجة هنا تكون في حالة دفاع عن النفس خاصة في حالات العنف الجسدي البشع
4 هل ساهمت مدونة الأسرة في تغذية هذا العنف؟
في هذا السياق ليست لدينا معطيات أو دراسات ميدانية، لكن كما قلت فالعنف الأسري بين الزوجين هو نتيجة عقد أو لنسميه عرف ينشأ بين الزوجين منذ التعارف الأول بينهما، إنه عقد شفهي يدخل في اللا مقول الزوجي، وهو في عمق ترجمة للا تكافؤ كما قلت سابقاً، والمدونة حديثة العهد مقارنة بالظاهرة، أكيد أن هناك فهماً خاطئا للمدونة من طرف البعض سواء كانوا رجالاً أو نساء كما وقفنا على ذلك في دراسة ميدانية سابقة لنا، مفاده إن المدونة جاءت لنصرة وتقوية سلطة الزوجة والمرأة بشكل عام، لكن لا أظن أن للمدونة علاقة بالعنف الزوجي
5 ما هي الحلول التي تراها قمينة بالحد من هذا السلوك الشاذ؟
في هذا الإطار أريد أن أقول بأن قضايا الجنسانية، الجنس، الأسرة... ما تزال في المغرب ضمن الطابوهات، والمفروض أن تصبح مواضيع للنقاش والحوار، بل قضايا ذات أهمية وضرورة للتحليل العلمي والإعلامي، لذلك فمسألة العنف سواء كانت من طرف الزوج أو الزوجة و ارتباطاته الاجتماعية والثقافية يجب أن تشكل مادة أساسية للبرامج الإذاعية والتلفزية، والإعلامية بشكل عام، ويجب أن يوضح للجميع بأن الزواج ليس فقط عقد نكاح عند عدلين شرعيين، بل هو ميثاق أخلاقي ومدني وحضاري، يجب أن يبنى على الحوار والصراحة والحب والتكافؤ ،كما يجب على الدولة أن تدعم هذا الاتجاه خاصة من خلال التربية والتكوين والتعليم، كما من خلال دعم تجارب الأخصائيين الاجتماعيين، والطب والخبرة السيكولوجية الأسرية،التي يجب أن تنتقل من النخبوية إلى الانتشار والتداول، من خلال الإعلام السمعي البصري ، لأنه بشكل عام تبقى شخصية سواء الزوجة أو الزوج، بما هما مواطنين نتيجة التربية والتكوين الأسري، والمدرسي، والشخصية الضعيفة لا تشكل فقط موضوعاً للعنف، بل موضوعاً لكافة الممارسات الشاذة والمرضية... والكلام يصح على الجنسين بطبيعة الحال
أجرت الحوار حسناء زوان/ عدد شهر أكتوبر 2008
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى