هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مراسلة الادارة
من هنا

اذهب الى الأسفل
محمد انوار
محمد انوار

ذكر السمك النمر
مشآرڪآتي : 851
عُمرِـ?• : 50
نِقاط?• : 7497
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
http://www.google.com

 السلطة و التسلط  Empty السلطة و التسلط

الجمعة 15 أكتوبر - 1:26
-
إذا كانت السلطة تعنى قوة التأثير في الآخر من خلال إصدار فعل الأمر وتنفيذه بموجب العلاقة الشرعية القائمة بين أطراف السلطة التي يقبلها جميعهم بمحض إرادتهم فإن التسلط هو نقيض للسلطة ونفي لها ، وهو ظهور لمبدأ القوة المعلن القائم على القسر والإكراه الذي يستند على الإفراط في ممارسة السلطة وإلغاء حق الفرد الشرعي في الحصول على مكاسب السلطة واحترامها .
لقد ارتبط في فهم عامة الناس ولدى كثير من الباحثين مفهوما السلطة والتسلط معاً دون تفريق بينهما ، مما أضفى على مفهوم السلطة جانباً سلبياً جعله مرادفاً لمفهوم التسلط ، واستخدم تبعاً لذلك لتحقيق أغراض خاصة وغايات معينة مما أدى إلى سلب السلطة معناها الحقيقي ، وجعلها مرادفة لمعنى التسلط وأُبعدت عن مجال وظيفتها المتمثل في تحقيق الأهداف العامة بوصفهم شركاء في الفعل والعمل.
لقد أدى هذا الخلط في الفهم بين السلطة والتسلط إلى إعطاء المفهومين معنى واحداً أُبعدت فيه حرية المشاركة في الرأي , وخرجت فيه الطاعة دون خيار وأصبح الفرد لا يقوى على المشاركة واتخاذ القرار ، لاسيما وأن مفهوم السلطة قد مُنح قوة مادية معلنة تجاه من يرفض قبولها ولا يخضع لها. وبذلك فقدت هذه السلطة شرعيتها في نفوس الخاضعين لها ، ولم يصبح بمقدورهم الالتزام بواجباتهم نحوها ، لأن قوة التأثير لم تعد نابعة من الداخل ، ولكنها مرتدة إلى الداخل بفعل قوة نفوذها الخارجي المتمثل في إرادة الآخر .
إن هذا التداخل والغموض وعدم التفريق بين مفهوم السلطة الأبوية ومفهوم التسلط شغل عديداً من الباحثين في مجالات العلوم الاجتماعية والسلوكية بوجه التحديد , وتجسدت هذه الإشكالية في معرفة الخط الفاصل بين المفهومين.
وفي هذا يقول محمد جواد رضا: أن هناك خطاً رفيعاً بين السلطة والتسلط ويمكن أن ينزلق الناس من مفهوم السلطة إلى ممارسة التسلط ، واصفاً نوعين من السلطة : وهي السلطة القاهرة والسلطة المربية ( رضا: 1984 ، ص82 ) .
ويضيف " كاتبي" بقوله: أن الخط الفاصل بين مفهوم السلطة ومفهوم التسلط يشكل بدوره الحد الفاصل بين الحرية والعبودية، وبين العدالة والظلم، وبين الخير والشر، وبين الحق والباطل ( كاتبي: 2004، ص99 ).
وقد يكون وراء الخلط بين مفهومي السلطة والتسلط احتوائهما على معنى القوة الذي يتضمنه كل منهما, ويتم ممارسته فيهما بطريقة واحدة, فحينما تستخدم السلطة المعلنة مع الآخر تتحول إلى تسلط وتصبح معبرة عنها. ولهذا السبب كان الخلط والغموض بين مفهوم السلطة ومفهوم التسلط . هذا الخلط هو الذي أدى إلى التباس مفهومي السلطة والتسلط في عدد من الكتابات التي تناولت السلطة ، وأُستعمل مفهوم السلطة باعتبارها القوة التي تفرض على الآخر دون مراعاة لقيم الحق والحرية والمساواة بين أطراف السلطة .
ويضاف إلى ذلك أن علاقة السلطة بالفعل والمضمون تختلف عن علاقة التسلط بهما ، فرغم أن كلاً منهما يتضمن وجود قوة تصدر الأوامر وأخرى تستجيب لها، إلا أن مضمون تلك العلاقة القائمة بين الطرفين في مفهوم السلطة يقوم على أساس وجود حق طبيعي وشرعي يتعرف كل منهما بالآخر، مقابل قيام كل منهما بدور معين تجاه الآخر ، أما العلاقة القائمة بين الطرفين في مفهوم التسلط فهي مختلفة عنها في مفهوم السلطة ، لأن هذه العلاقة تنفي وجود حق الآخر عندما تتخذ من مبدأ القوة وسيلة لتحقيق هدف الآخر ، في حين تكون العلاقة مع الآخر هي الهدف في مفهوم السلطة .
والسلطة بحسب " بيرداكو Pierre deco " هي وسيلة لتحقيق هدف واقعي, وتتمثل بالقيادة الديمقراطية في صورتها النقية التي تحترم الآخرين احتراماً كلياً ، أما التسلط فهو نقيض ذلك ، إذ توظف ممارسات التسلط قوة السلطة لتصبح غاية بحد ذاتها، فتنتفي بهذا إمكانيات الحوار مع الآخرين ، ويكون المتسلط صاحب السلطة المطلقة والطاغوت المنفرد بالقوة في مختلف مناحي الحياة يرفض أي نقاش ويطالب الآخرين بكل شيء ولا يعطي شيئاً ( بيرداكو : 1985، ص 197).
وهذا يدفع إلى التأكيد على أن السلطة تقوم على علاقة تؤدي إلى إشاعة الحب بين الأفراد ، أما التسلط فيعوق الارتقاء النفسي والاجتماعي للفرد ويؤدي إلى إشاعة المقاومة والعناد والكره ( الحافظ : 2002 ، ص 66 ) .
على أية حال تتميز السلطة بوجود اعتراف متبادل بين طرفيين تخضع فيها إرادتهم لتحقيق مصلحة مشتركة بموجب خضوعهم لمشيئتها، بحيث يتم لهم تقديم المكافأة المادية والمعنوية ، ويجعلهم يدافعون عنها حين تعرضهم لأي مخاطر وبقدر اندفاعهم نحوها في تنفيذ أوامرها تتحقق لهم المصالح المشتركة (ميتشل: 1981، ص 30 ) .
ولأبد من التأكيد على أن تحقيق السلطة يعتمد على ثلاثة عناصر أساسية هي:
1. قدرة الفرد أو الأفراد على تنفيذ أوامر السلطة.
2. توافر الاستعداد والقبول بالرضا والطاعة .
3. وجود مصلحة مشتركة وهدف عام مشروع يقبل به الجميع .
4. حسن اختيار الأسلوب المناسب الذي تنفذ به السلطة أوامرها .
أما علاقات التسلط فهي تقوم على مبدأ الإلزام والإكراه الذي يتم بموجبه خضوع طرف لإرادة طرف آخر بالقوة، وتنتفي فيها الأهداف العامة والمصالح المشتركة التي تحقق الحرية والمساواة بين أطراف العلاقة. ويتحقق التسلط بوجود العناصر الآتية: ( وطفة والشهاب : 2004، ص 102-103 ) .

1- ظهور أسس التباين والمساواة بين أطراف العلاقة.
2- استخدام قوة التسلط بأشكاله المختلفة المادية والرمزية .
3- غياب العلاقات الودية واستنادها على علاقات التجافي وعدم الحوار.
4- انعدام الثقة بين الأطراف وسيادة مظاهر الخوف والقمع .
5- توظيف القوة بصورة عبثية بحيث تكون هدفا وغاية في ممارسة التسلط.

يستنتج مما تقدم أن السلطة تهدف إلى تحقيق غايات مشتركة وأهداف نبيلة ، يتحقق فيها مصلحة الطرفين ، ويشعر كل منهما بحقه تجاه الآخر في علاقة متكافئة وبإرادة حرة تقوم على أسس من العدالة المشتركة وتستخدم فيها القوة لصالح الطرفين ومصلحتهما .
أما التسلط فيهدف إلى استخدام القوة في أشكالها المادية والرمزية، لإخضاع الآخر، وإكراهه على عمل ما، وإنكار عليه الحق في التصرف وفق إرادته، وجعل قوة التسلط غاية في حد ذاتها لتحقيق أهداف ومصالح الأقوى . وبذا فإن التسلط هو نقيض للسلطة بكل ما تحويه الكلمة من معنى ، فالعلاقة القائمة بين الأطراف علاقة غير طبيعية تتسم بالطابع الشكلي فقط من حيث مصدر الفعل وقوته وأسلوبه وأداته وجهة قبوله وهدفه ، وفي هذا يشير " ناصف نصار" إلى أن التسلط هو انتحال للحق في الأمر من دون تبرير كاف معقول، أو هو تجاوز للنطاق المعين للحق في الأمر (نصار:2001 ، ص8 ) . فالمتسلط هو فرد عنيف يلجأ إلى استخدام العنف في كل مناسباته التسلطية ، فيصبح بهذا ممارساً للعنف وممارساً للقوة بأقصى درجاتها لهذا لا يمكن لفكرة التسلط أن تقوم إلا باستخدام العنف الذي ينطوي على الإذلال والقهر والعدوان بالقوة (وطفة: 1999، ص 126).
خلاصة القول: أن علاقات التسلط تقوم على مبدأ القوة في أشكالها المتعددة وتتضمن علاقة بين طرفين أحدهما غالب والآخر مغلوب ، ولا يوجد اعتراف حر متبادل بينهما ، وعلاقة الغالب بالمغلوب تتصف بعدم الاعتراف مع الطرف المغلوب ، ولذلك فهي نقيض لعلاقة السلطة .

avatar
Mohammed 189

ذكر الدلو الماعز
مشآرڪآتي : 2
عُمرِـ?• : 32
نِقاط?• : 4243
تاريخ التسجيل : 26/09/2012

 السلطة و التسلط  Empty رد: السلطة و التسلط

الجمعة 19 أكتوبر - 21:16
thank you
avatar
Mr.A-OUEDGHIRI

ذكر الجدي الحصان
مشآرڪآتي : 1497
عُمرِـ?• : 33
نِقاط?• : 7641
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
http://www.ffesj.yoo7.com

 السلطة و التسلط  Empty رد: السلطة و التسلط

الخميس 25 أكتوبر - 20:51
شكرا لك
avatar
Chatbi Tazi Youssef

ذكر العذراء القرد
مشآرڪآتي : 11
عُمرِـ?• : 31
نِقاط?• : 4188
تاريخ التسجيل : 29/11/2012

 السلطة و التسلط  Empty رد: السلطة و التسلط

الأحد 2 ديسمبر - 21:15
بسـم لله الرحمــن الرحيـمـ،،

والصـلآة والســلآم على آشــرف المرسليــــنـ،

شكـر جزيلا على المـــوضوع الــرائع و المميز
شرح جميل يستحق منا كل المشاركة و التفاعل
واصل تميزك و تألقك في منتدانا الرائع
بارك الله فيك ووفقك الله
وفي إنتظار جديدك

تقبـــل تحيآتـــي


الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى